بـــوحٌ لا ينتــــهـــــي..

هكذا هي الحياة تستمر في أقدارها..تأخذ حبيب..تأتي بمصيبة...تمنع سعادة..
تخذل نجاح..وأخيراً يرحل صديق..!!
........................................ ..............................



تقول :

كيف أبدأ معك حزناً لا ينتهي..؟!
كيف سأجمع حروفي المبعثرة دائماً..؟!
كيف أُُدخلك عالمي ((هادىء الحزن))..؟!
أين سأجلسك هل على ناصية أسئلتي التي لا إجابات لها؟؟أم على كرسي تعبي اليومي..؟أم على زاوية الوفاء المجروح..ربما على رفوف مكتبة الإخلاص..
بحسب ظني أنها الأكثر إشراقاً....؟؟!



أخبريني كيف أبوح لكِ عن ألم طالما ترفع عن الإفشاء..؟؟؟
أرجوك...قولي لي لاتتحدثي.......!

ومازلتُ صامتة ..!!!

........................................ .................................

بدأت فقالت :
ككل الأشقياء أصحو على وجع جديد..وبقايا ألم الأمس التي لم تجمع بعد..
أحاول ترتيبها استعداداً لألم آخر,أتناول قهوتي المُرة..
*يجب على الإنسان أن تكون ظروفه منعكسة على حياته كمشربه وملبسه وأضوائه ليلاً..!
لذا فقهوتي مُرة دائماً....
لاأحد هناك لاآخرون غيري أقضي يومي بنفسي..أعيش الوحدة كترف لظروف قلبي
يسعدها حين أكون وحيدة.
هاتفي مليء بالرسائل التي لم تفتح بعد إن لم يكن هناك مكالمات لم يُرد عليها..!
أجلس على مكتبي أفتح كتاب رواية قد بدأت بقراتها..هي أيضا حزينة..!
أقرأ ماراق لي من صفحات,أغلقه وأفتح كتاباً غيره وأمسك قلمي وأكمل روايتي..!!!
أضل أكتب وأكتب وأكتب حـــد الدمــــــع.......

ومازلتُ ملازمة للصمت/مستمعة للألم..

أردفت...
أريد أن أشكو لكِ عن الأيام ..
أريد أن أشكو لكِ عن الآهات ..
أريد أن أشكو لكِ عن ساعات الليل وماتحمله ..
أريد أن أشكو لكِ من صنـــائع الواقــــع ..!!
وإن رأيتني أكابر بسعاتي وابتسامتي الدائمة إلاّ أني اضعف أمام هذا الليل الطويل..!
وكل ماأبنيه من ثقة في النهار تحطمه أشباح الحزن ليلاً...
ألملم الآخرين..وأتبعثر..كنتُ دائما من يدفع ضريبة سفرهم..غيابهم..حزنهم..ونهاية غدرهم......
أضعت وقتي رغبة مني إمعاناً في زيادة ألم المستقبل!!!
دائما كنتُ أخرج منهم بيدين فارغتين..
أنا متعبة جداً..آآآآآآه لا أتقن غيرها الآن..
أخبريني مالذي نستفيده من التقدم في العمر سوى إدراك مزيدا من التفاصيل المُرة؟؟؟

حينها نطقتُ وقلت:
مشاعر حديثك جدا سوداااااااااء! قاطعتني: كليلي..سألتها أليس في ليلك بدراً؟!
أجابت:قد أصابه كسوفا..!!
نظرت إليها..وهل الكسوف كل ليلة؟ أجابتني:في حياتي كل شيء يحدث حتى كسوف دائم...!
أحسست بخيبة ما ,,تشجعت وقلت لها:أريدك أن تحيكي خيوط التفائل في غُرزك المعقدة هلاّ بدأت من الآن بالحياكة؟
أجابت..قد تحطمت إبرتي منذ زمن..قلتْ:ألسنا أنا وأنتِ سنارتان نعمل سوياً أن سأحيك وأنتِ أضيفي فقط..
قالت وقد اشتبكت يديها ببعضيهما:أحزان شخص لايتحمل إصلاحها شخصان!!
رددت عليها قائلة:ألسنا قلبا واحدا في جسدين!!؟
أجابت..لاأريد تلويث قلبنا المشترك بهموم حياة!!سنصلح هموم مشتركة لا هموم أحادية..
قلت لها..همنا واحد لاهموم أحادية بيننا!!!
ضمتني إلى صدرها وهي تقول ..أحبك..تظل روحي أسيرة لشواطئك الدافئة ترجوها خلودا لايبيد...